فصل: بيت الدلال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب **


 بيت الدلال

‏"‏ بيت الدلال ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج أحمد الدلال المصري‏.‏

قدم المدينة المنورة على قدم التجريد‏.‏

وكان ‏"‏ رجلًا كاملًا عاقلًا ‏"‏‏.‏

وتوفي سنة 1098‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وحسنًا وإبراهيم وسعدية زوجة محمد عمر كاتب المحكمة مدة‏.‏

فأما محمد فكان في وجاق النوبجتية‏.‏

وصار من رؤساء أهل العهد والمتكلمين فيه‏.‏

ثم هرب من المدينة‏.‏

وسكن وادي ينبع وتوفي فيه‏.‏

ولم أقف له على عقب في سنة 1138‏.‏

وأما حسن فأعقب صاحبنا إبراهيم‏.‏

وكان في وجاق الإنقشارية وسافر إلى الديار الرومية‏.‏

وتوفي سنة 1153‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ حسنًا ومحمدًا الموجودين اليوم‏.‏

وأما إبراهيم فهرب مع أخيه محمد إلى وادي ينبع‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة‏.‏

ودخل في وجاق القلعة السلطانية‏.‏

ثم خرج منها في الفتنة الواقعة سنة 1156‏.‏

وتوفي سنة 1160‏.‏

بيت الدرقي ‏"‏ بيت الدرقي ‏"‏‏.‏

أصلهم محمد أفندي الدرقي المانسترلي‏.‏

ولم أقف على حقيقة لفظ ‏"‏ الدرقي ‏"‏ هل هو نسب أم لقب‏.‏

وقد قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1100‏.‏

وكان من أحسن المجاورين إلى أن توفي سنة 1116‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد‏.‏

وكان من أكمل الناس‏.‏

وصار بيرقدارًا في القلعة ‏"‏ السلطانية‏.‏

وتوفي سنة 150‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إسماعيل بيرقدار القلعة ‏"‏‏.‏

وسافر إلى الديار الرومية والهندية ‏"‏ وغاب ‏"‏ فيه مدة ثم رجع إلى المدينة المنورة‏.‏

وليس له عقب‏.‏

بيت الداوودي ‏"‏ بيت الداوودي ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج خليل الرومي من أتباع محمد كتخدا الداوودي المتوفى بمكة سنة 1159‏.‏

قدم المدينة المنورة في سنة 1148‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا يتعاطى التجارة‏.‏

وكانت له ثروة عظيمة‏.‏

وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1186‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عثمان وخديجة وفاطمة ونفيسة‏.‏

فأما عثمان فبلغ سفيهًا وأضاع ماله وحاله‏.‏

وأما فاطمة فتزوجت على إبراهيم أفندي بن خليل أفندي كاتب السلطان‏.‏

وتوفيت سنة 196‏.‏

عن أولاد‏.‏

وأما خديجة فتزوجت على أبي السعود دشيشة‏.‏

وله منها ولد‏.‏

وأما نفيسة فتزوجت على أسعد آغاي القلعة السلطانية ولم تلد‏.‏

فلعلها عقيم‏.‏

- والله أعلم -‏.‏

بيت الدانق اليمني ‏"‏ بيت الدانق اليمني ‏"‏‏.‏

أصلهم الشيخ علي الدانق اليمني‏.‏

قدم المدينة المنورة في سنة 1140‏.‏

وكان رجلًا كاملًا مباركًا‏.‏

وصار شيخ الدلالين‏.‏

وكان لطيف الذات ظريف الصفات له معرفة تامة بضرب الناي لا يكاد ينعقد مجلس سماع إلا وهو فيه‏.‏

وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة إلى أن توفي سنة 1152‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد‏.‏

ونشأ على طريقة والده في الدلالة لا غير‏.‏

وكان رجلًا مباركًا‏.‏

وتوفي سنة 1178‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ سعيد‏.‏

ونشأ نشأة صالحة‏.‏

وصار إسكافيًا‏.‏

وصار في وجاق الإنقشارية‏.‏

وتوفي شابًا في سنة 1186‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عمر الموجود اليوم‏.‏

ونشأ على طريقة والده في وجاق الإنقشارية‏.‏

‏"‏ و ‏"‏ لا بأس به‏.‏

 حرف الذال

 بيت الذروي

‏"‏بيت الذروي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى السيد ذرو من أشراف صبيا من الديار اليمنية‏.‏

وقد وقفت على نسبته إلى السيد الحسن بن علي - رضي الله عنه -‏.‏

وأول من قدم منهم المدينة المنورة السيد الجليل السيد العيدروس اليمني‏.‏

وأول من تلقب به السيد أبو بكر العيدروس باعلوي صاحب عدن المشهورة باليمن الولي الشهير والقطب الكبير - نفعنا الله به في الدارين آمين -‏.‏

وكان من أصحاب الأحوال والنفوس‏.‏

وسكن في حارة الآغوات في الدار الكبرى الملاصقة لداري الكبرى التي أنشأتها بقرب باب الجمعة‏.‏

وأعقد فيها زاوية عند بابها باقية إلى اليوم‏.‏

وصار يقيم فيها الذكر مع المريدين‏.‏

وعين لها أهل الخير شيئًا يسيرًا في وقف الحرمين مطلعه مرتب مولد السيد العيدروس‏.‏

وقد تعطلت اليوم بخروج أولاده من تلك الدار المذكورة بسبب قضية الشمامة العجمية المشهورة لأن السيد أحمد الذروي كان من المتهمين فيها‏.‏

- والله أعلم -‏.‏

وقد أدركت من السادة الذرويين صاحبنا السيد علي بن عبد الله الذروي‏.‏

ومولده سنة 100‏.‏

ووالدته خديجة بنت الشيخ أحمد الصالحي‏.‏

وكان السيد المذكور رجلًا مباركًا‏.‏

وصنعته يزور الأكابر من التجار والزوار وغيرهم‏.‏

وهكذا أولاده من بعده‏.‏

وتزوج أم هانئ بنت أبي بكر جلبي سنان‏.‏

وولدت له السيد عبد الله المتوفى برابغ في سنة 1179‏.‏

والسيد أحمد والسيد حسنًا والشريفة سعاد زوجة محمد عبد الواحد الريس والدة أولاده‏:‏ عمر وإخوانه الموجودين اليوم‏.‏

 حرف الراء

 بيت رضوان

‏"‏ بيت رضوان ‏"‏ أصلهم الحاج رضوان المصري الإسكافي‏.‏

قدم المدينة المنورة في حدود سنة 075‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا ملازمًا للصلوات في المسجد مع الجماعات إلى أن مات سنة 120‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد فنشأ على طريقة والده ابتداء‏.‏

ودخل في وجاق النوبجتية‏.‏

وصار من المتكلمين في قضية العهد المشهورة بالمدينة المنورة‏.‏

ثم انسلخ من تلك الأحوال وواظب المسجد الشريف إلى أن توفي سنة 1152‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد العزيز ومولده في سنة 1140‏.‏

ونشأ نشأة صالحة وعلامة الخير عليه لائحة فاشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم‏.‏

ودرس بالمسجد النبوي‏.‏

وحاول أن يكون خطيبًا وإمامًا بذلك المقام المصطفوي فلم يتيسر له ذلك‏.‏

ثم صار إمامًا في القلعة السلطانية‏.‏

واشترى وظيفة تدريس من مدارس محمد باشا الشهيد بمائة أحمر‏.‏

ثم توفي في محرم سنة 1190‏.‏

وله أولاد موجودون اليوم‏.‏

‏"‏ بيت رمضان ‏"‏‏.‏

أصلهم الخواجة رمضان المغربي الفاسي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1070‏.‏

وكان رجلًا كاملًا يتعاطى التجارة‏.‏

وصار صاحب أموال عظيمة‏.‏

وكان من أحسن المجاورين مواظبًا على الصلوات وخصوصًا في المسجد مع الجماعات إلى أن مات سنة 1100‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد‏.‏

ونشأ على طريقة والده إلى أن توفي‏.‏

وأعقب أبا بكر‏.‏

وقد أدركناه في وجاق الإنقشارية‏.‏

ثم خرج منه وهو فقير الحال وابتلي بالعيال‏.‏

وتوفي سنة 1150‏.‏

وأعقب‏:‏ محمدًا وفاطمة‏.‏

فأما محمد فكان مباركًا يبيع الخضرة في باب المصري‏.‏

ولا أدري كيف حاله‏.‏

وفاطمة تزوجت صاحبنا محمد بن جعفر‏.‏

بيت رويزق ‏"‏ بيت رويزق ‏"‏‏.‏

أصلهم أحمد بن أبي بكر عبد الرزاق الصعيدي‏.‏

قدم المدينة المنورة على قدم التجريد سنة 1120‏.‏

وصار يتعاطى بيع الحبوب حتى رقي وصار يعد من أصحاب الأموال‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

ودخل في وجاق النوبجتية‏.‏

وصار مشدًا بباب الحجرة النبوية وجوربجيًا‏.‏

وتولى الأمانة ببندر ينبع المحروس‏.‏

وصار يعد من أصحاب الثروات‏.‏

واشترى لأولاده جملة من العقارات والصرر والجرايات‏.‏

وتوفي سنة 1158‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عمر وأبا الحسن وآسية وزينب وحفصة ورقية‏.‏

فأما عمر فصار جربجيًا في وجاق النوبجتية‏.‏

وتزوج على حفصة‏.‏

وله منها ولد يسمى ‏"‏ علي ‏"‏‏.‏

وتوفيت سنة 1194‏.‏

وأما أبو الحسن فهو رجل كامل لا بأس به غير أنه ترياقي من أهل المغيبات‏.‏

‏"‏ و ‏"‏ تزوج على مريم بنت الفيخراني‏.‏

وأما زينب فتزوجت على عمر باش الجزائري‏.‏

ثم مات عنها‏.‏

وتزوجت بعده أحمد قصارة المغربي‏.‏

ثم طلقها وتزوجها عمر الفيخراني زوج أختها سابقًا‏.‏

وأما آسيا فتزوجت على السيد إبراهيم برزنجي‏.‏

وله منها السيد أبو القاسم وأخته موجودان اليوم‏.‏

وأما رقية ‏"‏ ف ‏"‏ تزوجت على مصطفى الحراجي‏.‏

ومات عنها‏.‏

ولها منه أولاد موجودون بقيد الحياة‏.‏

‏"‏ بيت الرفاعي ‏"‏‏.‏

أصلهم الشيخ إبراهيم المصري الفيخراني الرفاعي طريقة‏.‏

قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1000‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا من الأخيار‏.‏

وصنعته الفخار‏.‏

وكان يقيم الذكر هو وأصحابه عند باب السلام خلف الصندوق على طريقة سيدي أحمد الرفاعي - نفعنا الله به في الدارين - والحوش الكبير المعروف به اليوم والفاخور الذي بجنبه من وقفه على أولاد‏.‏

وهما بأيديهم اليوم‏.‏

وتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وعليًا‏.‏

وكانا على طريقته‏.‏

فأعقب محمد قاسمًا والد الشيخ قاسم الذي أدركناه‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا مشتغلًا بتحصيل الدنيا‏.‏

وتحصل على شيء كثير منها من عقارات وصرر وجرايات وغير ذلك‏.‏

وصار يعد من أصحاب الأموال وفحول الرجال إلى أن توفي سنة 1145‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إبراهيم وقاسمًا وطاهرة زوجة أسعد عتاقي المكي والدة ولده أحمد الموجود اليوم بمكة المكرمة ووهبة عيال الشيخ السيد عبد الكريم السمهودي والدة السيد زين العابدين وخديجة زوجة محمد لعبي جوربجي والدة أولاده وأم هانئ زوجة أحمد الديري والدة أولاده وسلمى زوجة أبك بكر الكراني وفاطمة زوجة السيد محمد الهادي باعلوي‏.‏

وأما إبراهيم ففاق أباه في جميع الأحوال وصار يعد من أصحاب الأموال‏.‏

وعمر الدار الكبرى التي في واجهة ‏"‏ حوش قرة باش ‏"‏ وسكنها‏.‏

وله من الأولاد‏:‏ علي‏.‏

وتوفي في حياته شابًا عن بنت تزوجها سالم بن أبي الخير الحجار‏.‏

وأيضًا له محمود ومنصور وعائشة زوجة أبي السعود شرواني وفاطمة زوجة إبراهيم البري‏.‏

وأم الحسن‏.‏

ووالدة الجميع كريمة بنت إسماعيل الكراني المصري‏.‏

وأما قاسم فهو رجل مبارك على طريقة أبيه وأخيه‏.‏

وله من الأولاد‏:‏ صالحة والدتها طاهرة بنت محمد الدهري‏.‏

وأما علي بن إبراهيم فأعقب الشيخ محمدًا والد صاحبنا الأسطى بركات الحريري‏.‏

وكان رجلًا مباركًا صالحًا مقبلًا على شأنه وسالم المسلمون من يده ولسانه‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد علي وحمزة وفاطمة زوجة أحمد كردي الخياط‏.‏

ووالدتها أسماء بنت محمد أمين سفر‏.‏

فأما محمد فهو رجل حافظ لكتاب الله‏.‏

وسافر إلى الروم ورجع إلى المدينة وهو موجود اليوم‏.‏

وله بنت تزوجها أمير مرعشي شيخ الفراشين‏.‏

وأخرى تزوجها الريس نعمان الحنبلي‏.‏

وأما حمزة فهو أيضًا رجل لا بأس به‏.‏

سافر إلى الروم مرتين ورجع‏.‏

وهو بالمدينة الآن‏.‏

بيت الرصافي ‏"‏ بيت الرصافي ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج محمد بن عبد الله الرصافي المغربي الفاسي الأندلسي الأصل‏.‏

قدم المدينة المنورة في سنة 1100‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وتوفى‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد‏.‏

وكان رجلًا كاملًا‏.‏

وصنعته إسكافي‏.‏

وتوفي سنة 1155‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ يحي وحسينًا وتحفة‏.‏

فأما يحي فكان رجلًا فظًا غليظًا أوده باشا في القلعة السلطانية‏.‏

وقتل عند باب سيدنا حمزة - رضي الله عنه - في الفتنة الواقعة بين بني علي من البادية وبين أهل المدينة سنة 1178‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الله المتوفى سنة 193‏.‏

وله أخ صغير موجود اليوم‏.‏

وأما حسين فكان إسكافيًا مثل والده وأخيه‏.‏

وتوفي سنة 1185‏.‏

بيت الريس ‏"‏ بيت الريس ‏"‏‏.‏

وهو في عرف أهل المدينة المنورة من يؤذن في المنارة الكبرى التي على قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسمى اليوم الريسية نسبة إلى الريس المؤذن بها‏.‏

وهو رئيس المؤذنين‏.‏

وقد ذكر الحافظ السخاوي في تاريخه ما ملخصه‏:‏ إن الرئاسة قديمًا كانت في ثلاثة أشخاص‏.‏

أولهم وأجلهم الشيخ أحمد بن خلف الأنصاري‏.‏

قدم من المطرية إلى المدينة ثلاثة أشخاص أحدهم هو عارفين بالميقات فولي رئاستها‏.‏

ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا‏.‏

والثانية للشمس محمد القاهري‏.‏

ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا‏.‏

والرئاسة الثالثة لمحمد بن مرتضى الكناني العسقلاني‏.‏

ولم تزل في أولاده إلى أن انقرضوا‏.‏

وكانت بتقرير الناصر‏.‏

وعدة من المباشرين اليوم ربما ينوفون عن أربعين شخصًا‏.‏

ويطلق على كل واحد منهم ريسًا‏.‏

لكن صار علمًا بالغلبة على بيت الريس الحنبلي حيث إن رئاسة يوم الجمعة فيهم‏.‏

ولكون مشيخة الرؤساء غالبًا فيهم‏.‏

وسنذكر كل واحد من المباشرين لمذكورين في محله عند أهله إن شاء الله ‏"‏ تعالى ‏"‏‏.‏

ولا يطلق لفظ الريس على غيرهم من المؤذنين‏.‏

انتهى‏.‏

بيت الرحمتي ‏"‏ بيت الرحمتي ‏"‏‏.‏

أصلهم العالم العلامة الفاضل الفهامة الكامل العاقل صاحبنا وعزيزنا الشيخ مصطفى بن الشيخ محمد الرحمتي الدمشقي خادم ضريح سيدنا نبي الله يحي بن زكريا - عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام -‏.‏

قدم المدينة المنورة يوم الجمعة المبارك ثاني عيد الفطر سنة 1187‏.‏

وقلت مؤرخًا ذلك‏:‏ بغاية الأفراح أرخته ‏"‏ زار الحبيب مصطفى الرحمتي ‏"‏ وأخبرنا أنه ينتسب إلى سيدنا أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي - رضي الله عنه -‏.‏

وترجمته تحتمل التطويل لأنه رجل جليل فلنقتصر على ما لابد منه ‏"‏ ولا غنى لنا عنه ‏"‏‏.‏

فنقول‏:‏ وصل الشيخ إلى المدينة المنورة وانكب أهلها عليه في التعليم والإفادة‏.‏

وحضر درسه أناس كثيرون وانتفعوا به ورأوها من نعم الله عليهم‏.‏

وهو من الصلاح على جانب عظيم‏.‏

وعامل جميع أهلها من صغير وكبير بالتبجيل والتعظيم - رضي الله عنه ونفعنا به آمين‏.‏

وولد للشيخ المذكور ولد في المدينة الشريفة وسماه محمد المدني‏.‏

وله ولدان أتى بهما معه من الشام فتوفي الأكبر منهما‏.‏

والثاني موجود‏.‏

واشترى دارًا عظيمة في الصالحية‏.‏

وسكنها وهو بها الآن‏.‏

بيت الرومي ‏"‏ بيت الرومي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى بلاد الروم المشهورة‏.‏

وينتسب إليها الكثير من المجاورين بالمدينة المنورة‏.‏

فن أشهرهم صاحبنا أحمد أفندي الكاتب‏.‏

قدم المدينة المنورة وأحسن بها المجاورة‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وتوفي وأعقب‏:‏ محمد أفندي‏.‏

وقد أدركناه‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وصار كاتب الجراية مدة مديدة‏.‏

فأما أحمد فمولده سنة 1118‏.‏

ونشأ نشأة صالحة ولوائح الخير عليه لائحة‏.‏

وصار في وجاق الإسباهية‏.‏

وصار كاتب الوجاق المزبور وكاتب المرادية‏.‏

وكاتب شيخ الحرم‏.‏

وتوفي سنة 192‏.‏

وتولى كتخدا الإسباهية مدة مديدة‏.‏

وعزل منها‏.‏

وهو في غاية الكمالات‏.‏

ويعد من أصحاب المروءات‏.‏

وعمر البيتين الساكن فيهما بجوار المرادية‏.‏

وعمر الحديقة المعروفة بالكاتبية‏.‏

ثم باعها ولده إبراهيم من الشيخ عبد الله الطيار بقيمة قدرها 5000 غرش‏.‏

وصرف على عمارتها جملة أموال‏.‏

ورزق من الأولاد‏:‏ سليمان وعمر وإبراهيم‏.‏

فأما سليمان فكان إسباهيًا‏.‏

توفي في حياة والده عن غير ولد في سنة 1178‏.‏

وأما عمر فنشأ نشأة صالحة واشترى وظيفة خطابة وإمامة بالمسجد النبوي وباشرهما‏.‏

وتوفي شابًا سنة 1175‏.‏

وأعقب محمد علي الموجود اليوم‏.‏

وباشر وظيفة أبيه من الخطابة والإمامة‏.‏

وتزوج وله أولاد‏.‏

وأما إبراهيم فموجود اليوم كاتب الإسباهية‏.‏

وله ولد يسمى عبد الوهاب من فاطمة بنت الحمصاني‏.‏

ومولد إبراهيم المذكور أعلاه سنة 1122‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا إسباهيًا‏.‏

وتوفي شابًا في سنة 1150‏.‏

وأعقب محمدًا الموجود اليوم والدته حليمة بنت عمر الخاشقجي‏.‏

وهو وابن عمه مشتركان في كتابة المرادية‏.‏

وهو رجل في غاية الكمال من أحسن بيت ركن ‏"‏ بيت ركن ‏"‏‏.‏

أصلهم السيد سليمان بن السيد أحمد بن السيد ركن الدين الهندي الأصل المكي المولد والمربى‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1170‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا تزوج عدة زوجات‏.‏

ولهم منه أولاد وبنات موجودون اليوم‏.‏

وكان يتعاطى صنعة الحمصانية ويبيع ويشتري في دكانه بباب المصري‏.‏

وصارت له ثروة عظيمة‏.‏

وكانت بيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وهو رجل لا بأس به إلا أن فيه حدة وشدة زائدة‏.‏

والكمال لله‏.‏

وتوفي وله ولدان موجودان‏.‏

وكذلك كانت بينا وبين والده السيد أحمد محبة وصحبة لما كنا مجاورين بمكة المكرمة‏.‏

وكان حسن الصوت له معرفة تامة بالغناء‏.‏

وله عدة أولاد‏.‏

وكذلك أخوه السيد عبد الوهاب ركن كانت بيننا وبينه بمكة المكرمة صحبة ومحبة‏.‏

وكان رجلًا كاملًا فاضلًا حسن الخط‏.‏

ولهما أخ ثالث يسمى السيد عبيد فأدركناه‏.‏

وكان رجلًا شاعرًا ماهرًا‏.‏

وقفت له على كثير من القصائد النبوية وغيرها‏.‏

ومن شعره البيتان المشهوران‏:‏ أخا الرأي لا يغررك قول ملبس يكيف آراء الورى بقياسه تزيا بزي الآدمي وإنه حمار‏.‏

ولكن رحله فوق رأسه ‏"‏ بيت رشيد ‏"‏‏.‏

أصلهم رشيد الشرقي من بلاد المشرق‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1080‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا من أحسن المجاورين سيرة وسريرة‏.‏

وكان ملازمًا للمسجد النبوي غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة سنة 1135‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد النبي‏.‏

فنشأ نشأة صالحة على طريقة والده وزيادة ولاحت عليه لوائح السعادة إلى أن حال حاله وكثرت أمواله فاشترى بيتًا كبيرًا في آخر زقاق العاصي ونخلًا بجزع السيح وغيرهما‏.‏

وأوقفهما على أولاده‏.‏

وهما بأيديهم ‏"‏ إلى ‏"‏ اليوم‏.‏

توفي سنة 1130‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وعبد الله وعمر وفاطمة‏.‏

فأما محمد فكان رجلًا كاملًا عاقلًا وكان صائغًا‏.‏

وجميع إخوانه كذلك‏.‏

وصار في وجاق الإنقشارية‏.‏

وتوفي شابًا سنة 1148‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عمر‏.‏

فنشأ نشأة صالحة مثل والده‏.‏

وصار صائغًا من أهل الديانة والأمانة‏.‏

وهو في وجاق النوبجتية‏.‏

وصار جاوشًا وبيرقدارًا وجروبجيًا‏.‏

وتولى الحبسة‏.‏

وصار كتخدا نوبجتيان عامًا كاملًا إلى أن قبض عليه محمد باشا‏.‏

وسار إلى الشام بمزيد العز والإكرام‏.‏

ثم أعاده إلى بلده ووطنه‏.‏

وله ولد وبنات موجودون بقيد الحياة‏.‏

وأما عبد الله فكان رجلًا صالحًا مباركًا قتله في دكانه محمد صالح المكي النوبجتي غيلة فمسك وحبس في القلعة ثلاثة أيام‏.‏

وحاولوهم على أخذ الدية فلم يقبل أولياؤه فقتلوه في الحبس سرًا في سنة 1140‏.‏

ومن غريب الاتفاق أن الثلاثة الأيام التي كان محبوسًا فيها ولم يؤخذ للقتيل بقود لم تطلع فيها شمس أبدًا ولا ظهرت من كثرة الغيوم والهموم ‏"‏ والغموم ‏"‏ بسبب الظلم الغشوم‏.‏

 حرف الزاي

 بيت الزيني

‏"‏بيت الزيني ‏"‏‏.‏أصلهم أحمد بن علي الزيني الصعيدي‏.‏

قدم المدينة المنورة‏.‏

وكان من أحسن المجاورين رجلًا صالحًا مباركًا ملازمًا للمسجد الشريف في غالب الأوقات إلى أن أدركته الوفاة فتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الرحمان‏.‏

وهو رجل لا بأس به‏.‏

وصار جوربجيًا في النوبجتية‏.‏

وكان بيننا وبينه صحبة ومحبة‏.‏

وسافر إلى بندر ينبع المحروس سنة 1136 لاستخلاص حب أهل المدينة من البادية الجمالة بسبب الغلاء العظيم المسمى بشحي‏.‏

وهو غلاء مشهور‏.‏

وقد خاص منهم الكثير وتوفي عبد الرحمان المزبور في سنة 1145‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا بكر وعليًا وأحمد وأبا السعود وخديجة‏.‏

فأما أبا بكر فكان رجلًا مباركًا‏.‏

والدته حفصة بنت مصطفى حمودة الشامي السابق ذكره في حرف الحاء‏.‏

وتوفي سنة 1152‏.‏

وأعقب سليمان الموجود الآن‏.‏

وأما علي فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وتوفي سنة 1157‏.‏

وأعقب محمدًا الموجود اليوم‏.‏

وأما أحمد فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وأخبرني أن مولده في سنة 1116‏.‏

وصار يتعاطى علم الحرف وضرب الرمل والمندل‏.‏

ولا أظنه حصل منها على شيء‏.‏

وإنما هو ادعاء‏.‏

وصار صاحب عيال وفقير الحال‏.‏

وتوفي في سنة 1190‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الرحمان وأخاه‏.‏

وهما موجودان اليوم‏.‏

بيت الزيبق ‏"‏ بيت الزيبق ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج إبراهيم الزيبق الشامي‏.‏

قدم المدينة المنورة‏.‏

وكان من أحسن المجاورين بها‏.‏

وكان رجلًا كاملًا يتعاطى البيع والشراء في الدخان وغيره‏.‏

ولم أقف على هذا اللقب‏.‏

والظاهر أنه كان خفيف الحركات لأن الناس كانوا يضربون به المثل والله أعلم‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إسماعيل ومصطفى ودرويشًا وفاطمة زوجة الشيخ قاسم الرفاعي‏.‏

وأما إسماعيل فهو ولد صالح‏.‏

وأما مصطفى فكان رجلًا متحركًا متكلمًا‏.‏

وله ذكر في قضية العهد الواقعة في سنة 1133‏.‏

وتوفي عن غير ولد‏.‏

وأما درويش فكان رجلًا مباركًا يتعاطى صنعة الصياغة‏.‏

وتوفي عن الأولاد‏:‏ أبي بكر وعمر‏.‏

وله أولاد موجودون اليوم يتعاطون صنعة أبيهم‏.‏

وكلهم كمل لا بأس بهم‏.‏

ولبعضهم أولاد بيت زكي ‏"‏ بيت زكي ‏"‏‏.‏

أصلهم محمد زكي الدين الهندي‏.‏

قدم المدينة المنورة‏.‏

وكان رجلًا كاملًا من أحسن المجاورين‏.‏

وكان يتعاطى بيع القماش وبضاعته مزجاة‏.‏

وكان ملازمًا للمسجد النبوي في غالب الأوقات‏.‏

وتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد‏.‏

فكان على طرقة والده إلى أن توفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أبا بكر وعمر وسعيدًا‏.‏

فأما أبو بكر فكان رجلًا كاملًا يتعاطى صنعة الخياطة‏.‏

وكان ضعيف الحال‏.‏

وتوفي سنة 152‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ جعفر وفاطمة‏.‏

فأما جعفر فكان رجلًا كاملًا شجاعًا‏.‏

وكان أوده باشا في القلعة السلطانية‏.‏

وتوفي سنة 190‏.‏

وأما عمر فكان رجلًا ‏"‏ كاملًا ‏"‏ عاقلًا يضرب به المثل في العقل وكان في بدايته خياطًا ضعيف الحال‏.‏

ثم صار جاوشًا في الإنقشارية‏.‏

وصار يقبض المعلوم ويتعاطى البيع والشراء فراج حاله وكثرت أمواله‏.‏

صار متظاهرًا بين الناس‏.‏

ثم أخرج من المدينة المنورة بالفرمان بسبب الفتنة الواقعة في سنة 1156‏.‏

ثم رجع إلى المدينة وصار كتخدا القلعة السلطانية إلى سنة فأما فاطمة فتزوجت على السيد يحي هاشم كاتب المحكمة‏.‏

وماتت عن غير ولد سنة 188‏.‏

وأما عبد الرحمان فكان رجلًا كاملًا عاقلًا كأبيه وصار إسباهيًا‏.‏

وتوفي سنة 1189‏.‏

وأما سعيد فكان كاملًا يتعاطى بيع الخضروات بباب المصري إلى أن توفي سنة 1152‏.‏

‏"‏ وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وحسنًا ‏"‏‏.‏

فأما محمد فكان رجلًا لا بأس به‏.‏

وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية من المتحركين المتكلمين‏.‏

وقتل في القلعة السلطانية مع من قتل في قضية الشريف سرور مع قتال الأهالي ومحاصرتهم سنة 1194‏.‏

وله أولاد وبنات موجودون بقيد الحياة‏.‏

وأما حسن فهو رجل كامل عاقل‏.‏

وصار جوربجيًا في القلعة السلطانية‏.‏

ثم بيعوه فتعاطى صنعة صب الشمع‏.‏

وهو موجود‏.‏

وله أولاد‏.‏

بيت الزرندي ‏"‏ بيت الزرندي ‏"‏‏.‏

نسبة إلى زرند‏.‏

وقد سبق ذكرهم في بيت الأنصاري من حرف الألف‏.‏

بيت الزللي وأول من قدم منهم المدينة النبوية سنة 1178 صاحبنا حسين أفندي بن أبي بكر الزيلوي الرومي كاتب الشرع الشريف سابقًا ببندرة جدة المعمورة‏.‏

وتولى نائب الشرع الشريف بالمدينة المنورة مرارًا عديدة‏.‏

وكان صاحب أخلاق رضية وكمالات مرضية‏.‏

ما رأينا مثله في المجاورين كريم النفس حسن الهيئة‏.‏

وتوفي سنة 1193‏.‏

وله أولاد أمجاد‏.‏

وكان صاحب ثروة‏.‏

وبيننا وبينه محبة شديدة وصحبة أكيدة‏.‏

وصار خطيبًا بالمنبر النبوي وإمامًا بالمحراب المصطفوي‏.‏

بيت الزيتوني ‏"‏ بيت الزيتوني ‏"‏‏.‏

أصلهم حسن أفندي الرومي الشهير بالزيتوني‏.‏

ولم أقف على حقيقة هذا اللقب‏.‏

والله أعلم أنه كان يبيع الزيتون بالروم‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا من أحسن المجاورين‏.‏

وصاهر الشيخ موسى أفندي المرعشي شيخ الفراشين‏.‏

وقدم المدينة المنورة سنة 100‏.‏

ولم يزل ملازمًا للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن مات سنة 1125‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وعبد الله‏.‏

فأما محمد فكان رجلًا كاملًا سافر إلى الديار الرومية وحصل له قبول وإقبال ورجع إلى المدينة المنورة‏.‏

وكان مغرمًا بمحبة النسوان الحسان ويأكل الأفيون والبرش‏.‏

وتوفي سنة 1167‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إبراهيم وعمر وعبد الرحمان وتوفي شابًا وفاطمة زوجة محمد علي الرفاعي والدة أولاده وزينب زوجة موسى أفندي الطرنوي وأم هانئ زوجة عبد الباقي جمال والدة أولاده ورابعة‏.‏

فأما إبراهيم فكان رجلًا مباركًا سافر إلى الروم وما له حظ ورجع إلى المدينة‏.‏

وتوفي سنة 184‏.‏

ولم يعقب‏.‏

وأما عمر وعبد الرحمان فتوفي عمر في إسلامبول سنة 11963‏.‏

وعبد الرحمان موجود الآن‏.‏

بيت زاهد ‏"‏ بيت زاهد ‏"‏‏.‏

أصلهم الفقيه زاهد البلخي الأزبكي‏.‏

قدم المدينة المنورة سنة 1080‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا يعلم الصبيان القرآن في مؤخر المسجد الشريف‏.‏

وكان على يديه فتح عظيم‏.‏

حتى يقال‏:‏ إن غالب أطفال الأعيان حفظهم القرآن ومنهم والدنا وأعمامنا وأولاد السيد أسعد المفتي والسادة السماهدة وغيرهم‏.‏

ومن الغريب أنه ما كان يحفظ القرآن غيبًا‏.‏

وكان من عباد الله الصالحين‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمدًا وفاطمة‏.‏

‏"‏ فأما محمد ف ‏"‏ كان رجلًا مباركًا‏.‏

وصار يعلم الصبيان القرآن في محل والده‏.‏

وهو أول معلم قرأت عليه القرآن وأنا صغير جدًا‏.‏

وكان رجلًا مسكينًا‏.‏

وتوفي سنة 1145‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الله‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

وتوفي سنة 1178 وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد زاهد الموجود اليوم‏.‏

وهو رجل كامل ذو صفات طريفة ويصنع السبح اللطيفة‏.‏

بيت زيت حار ‏"‏ بيت زيت حار ‏"‏‏.‏

أصلهم الحاج أحمد المصري المشهور بزيت حار‏.‏

ولم أقف على حقيقة هذا اللقب‏.‏

والله أعلم أنه كان يبيع الزيت الحار‏.‏

قدم المدينة المنورة في سنة 1090‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

وتوفي وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الله‏.‏

وكان رجلًا مباركًا‏.‏

وتوفي سنة 1148‏.‏

وأعقب‏:‏ سعيدًا وحسنًا وعيسى ومحمد علي‏.‏

فأما سعيد فكان رجلًا لطيفًا صاحب مجون ومضحكات‏.‏

وتوفي سنة 1164‏.‏

وأما حسن فكان رجلًا شجاعًا‏.‏

وكان فرانًا‏.‏

وصار اختياريا في وجاق القلعة السلطانية‏.‏

وأما عيسى فكان رجلًا مباركًا‏.‏

وتعاطى صنعة الفرانة بحارة الأغوات إلى أن مات 1192‏.‏

وأما محمد علي فصار في وجاق القلعة السلطانية جاوشًا‏.‏

وكان متحركًا متكلمًا لكنه يعرف الناس‏.‏

وله ولدان توفيا مقتولين في واقعة القلعة‏.‏

وهو موجود اليوم‏.‏

 حرف السين

 بيت السمهودي

‏"‏بيت السمهودي ‏"‏ نسبة إلى سمهود مدينة مشهورة بالصعيد السعيد‏.‏

وأول من قدم منهم المدينة المنورة في سنة 880 العلامة الفهامة السيد علي بن أحمد بن عبد الله الحسني السمهودي الشافعي مؤرخ المدينة المنورة بأربعة تواريخ مشهورة منها‏:‏ الوفاء وقد احترق في حريق المسجد النبوي ومختصره وفاء الوفاء وخلاصة الوفاء وذروة الوفاء مخصوص بعمارة المسجد الشريف‏.‏

ولله در الشيخ إبراهيم بن أبي الحرم الشافعي حيث يقول‏:‏ من رام يستقصي معالم طيبة ويشاهد المعدوم كالموجود فعليه باستخلاص تاريخ الوفا تأليف عالم طيبة السمهودي وله تآليف كثيرة وتصانيف شهيرة‏.‏

وقد ترجمه الحافظ السخاوي بنحو كراس‏.‏

وكان صاحب ثروة عظيمة‏.‏

واشترى عدة من العقارات من بيوت ونخيل منها الدارالكبرى التي بقرب باب الرحمة والحديقة السمهودية بخط الصاغة والدار التي تحت المنارة السليمانية‏.‏

وقد استبدلت بدارهم في سنة 1182‏.‏

واستبدلها محمد جلبي القمقمجي والحديقة المعروفة بالأخوين وقد أوقف جميع هذه العقارات المسطورة على ثلاثة أشخاص من السماهدة كبير ووسط وصغير‏.‏

وعين لكل واحد منهم مواضع معلومة مرسومة في كتاب الوقف المؤرخ سنة‏.‏

‏.‏

‏.‏

وكان فيه حدة شديدة‏.‏

وهي باقية فيهم إلى اليوم‏.‏

وتوفي السيد المذكور سنة 911‏.‏

عن غير ولد‏.‏

وورثه إخوانه في سمهود‏.‏

فوصل منهم إلى المدينة المنورة بعد وفاته أخوه السيد عبد الكريم‏.‏

وأقام بها إلى أن توفي وأعقب‏:‏ السيد عبد الله والسيد عبد الرحمان والسيد محمدًا والسيد عبد الرحيم‏.‏

وهم جميعهم بيت علم وفضل وسيادة وعلاء وصلاح وسعادة‏.‏

اجتمع فيهم بالمدينة المنورة من الوظائف العلية التدريس والإفتاء والخطابة بالمنبر النبوي والإمامة بالمحراب المصطفوي‏.‏

وقد بسط ذكرهم السيد محمد السمرقندي‏.‏

وممن أدركناه منهم المدينة المنورة العلامة الفاضل السيد عمر السمهودي‏.‏

ومولده سنة 1085‏.‏

ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلوم من منطوق ومفهوم ودرس بالروضة النبوية‏.‏

وصار مفتي الشافعية‏.‏

وخطب وأم وألف وصنف ونثر ونظم‏.‏

وامتحن بالخروج من المدينة المنورة بالفرماني السلطاني وسكن الحجاز مدة مديدة‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة بالفرمان السلطاني‏.‏

وكان صاحب ثروة‏.‏

وكان صاحب سوداء عظيمة‏.‏

وتوفي سنة 1158‏.‏

ووالدته خيرة بنت الشيخ علي القشاشي‏.‏

وكذلك أدركنا أخاه وكان رجلًا عاقلًا كاملًا‏.‏

وكان خطيبًا وإمامًا‏.‏

وتولى إفتاء الشافعية‏.‏

وسافر إلى الديار اليمنية‏.‏

واجتمع بالإمام المهدي الكبير صاحب المواهب وأكرمه‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة‏.‏

وكان بيننا وبينه محبة عظيمة‏.‏

وتوفي سنة 1157‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ السيد حسنًا والسيد عليًا أمهما رقيقة صارت أم ولد‏.‏

فأما السيد حسن فمولده سنة 1142‏.‏

ونشأ نشأة صالحة لكنه بديهي مغفل جدًا في جميع الأمور الدراهم والدنانير فإنه أصحى وباشر اإمامة بالمحراب النبوي ولم يباشر الخطابة وتزوج حفصة بنت عمر البسناطي وله منها ولد سماه محمدًا وأما السيد علي فمولده في سنة 1144 ونشأ نشأة صالحة واشتغل بطلب العلم الشريف‏.‏

وباشر المحراب المنيف‏.‏

وتولى إفتاء الشافعية مدة‏.‏

ثم سعى في عزله بعض أهل الأغراض فعزل‏.‏

ثم رجع إليه حتى مات سنة 1195‏.‏

وهو رجل من الشهامة والمروءة والكرامة‏.‏

وجميل الذات ظريف الصفات ذو هيئة حسنة وأخلاق رضية مستحسنة‏.‏

وبيننا وبينه صحبة شديدة ومحبة ومودة أكيدة‏.‏

وله بنت سماها علوية موجودة اليوم‏.‏

وممن أدركناه منهم بالمدينة المنورة السيد عبد الرحيم‏.‏

وكان رجلًا فاضلًا كاملًا عاقلًا ذا هيئة حسنة وأخلاق مستحسنة باشر الخطابة والإمامة بالإعزاز والكرامة‏.‏

وولد له ولد في آخر عمره من جارية سوداء سماه عبد الله فنشأ سفيهًا غير رشد‏.‏

وكان أسود اللون فأضاع جميع المال وصار في أسوء حال‏.‏

نسأل الله العافية‏.‏

وتوفي السيد عبد الرحيم سنة 1140‏.‏

وتوفي عبد الله المذكور سنة 1168‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ عبد الرحيم مات مقتولًا سنة 1176 وإبراهيم ومحسنًا والدتهما رابعة بنت الحاج علي النحاس‏.‏

فأما إبراهيم فنشأ نشأة غير صالحة يتعاطى شرب الخمور في مجالس اللهو والزمور ويلقي الفتن بين الناس‏.‏

وهذه هي خصال الخناس‏.‏

نسأل الله الخلاص‏.‏

وأخوه محسن توفي سنة 1188‏.‏

وكان يتعاطى صنعة الصياغة في دكانه مشتغلًا بشأنه‏.‏

وله ولد موجود اليوم‏.‏

وممن ينتسب إلى هذا البيت السيد عبد الرحمان بن السيد عبد الكريم أخي السيد زين العابدين‏.‏

وكان سيدًا جليلًا وسندًا أصيلًا‏.‏

سكن مكة المكرمة‏.‏

وتوفي بها‏.‏

وأعقب بنتًا زوجها من السيد أحمد عقيل‏.‏

وتوفيت ولم تعقي‏.‏

وأعقب الشريفة زين الشرف زوجة السيد عمر بن السيد علي والدة صاحبنا السيد عبد الكريم بن السيد عمر المزبور‏.‏

وكان سيدًا كاملًا سافر إلى الروم ومصر والشام‏.‏

ثم رجع إلى المدينة المنورة وباشر الخطابة والإمامة ومولده سنة 1108‏.‏

وتوفي سنة 1193‏.‏

وله من الأولاد‏:‏ زين العابدين والدته وهبة بنت الشيخ قاسم الرفاعي‏.‏

وتوفي السيد زين العابدين ‏"‏ المذكور ‏"‏ في سنة 1194 عن أولاد وبنات من بنت الشيخ أبي بكر الخالدي المتوفاة بعده بأيام سنة 1194‏.‏

بيت سيدون ‏"‏ بيت سيدون ‏"‏ أصلهم الشيخ عبد الله الهندي الملتاني الشهير بسيدون‏.‏

قدم المدينة المنورة في حدود سنة 1020‏.‏

وكان رجلًا صالحًا مباركًا‏.‏

سكن في رباط العجم في الخلوة التي على يمين الداخل من باب الرباط المزبور‏.‏

ثم صار بوابًا لباب جبريل أحد أبواب المسجد الشريف‏.‏

وقد أدركت هذه الوظيفة في أولاد أولاده‏.‏

ثم فرغوا بها للغير‏.‏

ولم يزل ملازمًا للمسجد الشريف النبوي غالب الأوقات إلى أن مات‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد‏.‏

فنشأ نشأة صالحة‏.‏

وصار كاتبًا للآغوات‏.‏

ثم صار كاتبًا لشيخ الحرم وصار من الأعيان‏.‏

وصار صاحب ثروة‏.‏

وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وتوفي سنة 1104‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ أحمد وعمر وعبد الله وأم الفرج وأم هانئ وصفية‏.‏

فأما أحمد فمولده سنة 1070‏.‏

ونشأ نشأة صالحة كأبيه وزيادة ‏"‏ ومن يشابه أبه فما ظلم ‏"‏ وكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وصار كاتبًا لشيخ الحرم‏.‏

ثم أسلخ نفسه منها وأظهر أن به سوداء لأمور خشي حدوثها‏.‏

وكان الأمر كما ذكر من الفتن الواقعة بالمدينة المنورة سنة 1133‏.‏

وصار يباشر الكتابة ولده حسن وتوفي سنة 1135‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ حسنًا وعائشة زوجة عبد الرزاق الكبرلي ومارية زوجة عمر ظافر والدة محمود الموجودة اليوم‏.‏

وأما حسن فمولده في سنة 1104‏.‏

ونشأ نشأة صالحة حتى صار لا نظير له في المدينة المنورة‏.‏

ثم تغيرت أحواله وضاعت أمواله‏.‏

‏"‏ ويقال ‏"‏‏:‏ إنه لما ضاق به الحال سم نفسه فمات فجأة في سنة 1151‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ إسماعيل وعبد الرحمان وبديعة وفاطمة‏.‏

فأما إسماعيل وعبد الرحمان فغابا بأرض الروم ولم يعلم موتهما ولا حياتهما‏.‏

وليس لهما أولاد‏.‏

وأما بديعة ‏"‏ ف ‏"‏ تزوجت محمد سعيد سيدون‏.‏

وتوفيت‏.‏

وأما فاطمة توفيت أيضًا عن غير ولد‏.‏

وأما عمر بن محمد سعيد سيدون فكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وصار جوربجيًا في النوبجتية‏.‏

وتوفي سنة 1132‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد‏.‏

وكان من أحسن الناس ذاتًا وصفات‏.‏

وتوفي شابًا سنة 1138‏.‏

وأعقب من الأولاد وأما عبد الله بن محمد سعيد المزبور فكان رجلًا كاملًا عاقلًا‏.‏

وصابر إسباهيًا وبيرقدارًا‏.‏

وكان من أصحاب المروءات والهمم العاليات‏.‏

وتوفي‏.‏

وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد وسعيدة زوجة حماد أفندي والدة عبد الحفيظ حماد كتخدا القلعة السلطانية الآن الموجودة الآن وصالحة المتوفاة سنة 1194 عن غير ولد‏.‏

وأما محمد سعيد فمولده سنة 1130‏.‏

ونشأ نشأة صالحة في غاية الكمال‏.‏

وصار إسباهيًا في محل والده‏.‏

وصار جاوشًا وبيرقدارًا‏.‏

وتوفي سنة 1188‏.‏

وأعقب ولدًا مات صغيرًا بعده سنة 1190‏.‏

وبموته انقرض هذا البيت من أولاد الذكور‏.‏

وما بقي إلا البنات وأولادهن‏.‏

وأما أم الفرج بنت محمد سعيد المزبور فكانت كاملة من عقلاء النساء‏.‏

وهي زوجة محمد تقي الكبرلي والدة أولاده الآتي ذكرهم في حرف الكاف‏.‏

وأما أم هانئ بنت محمد سعيد المزبور - ضاعف الله لها الأجور - ‏"‏ ف ‏"‏ مولدها سنة 092‏.‏

وكانت من أكمل النساء عقلًا وصلاحًا وشفقة‏.‏

وتوفيت سنة 1147‏.‏

وقد أرخ وفاتها جمع من الأدباء والفضلاء‏.‏

أعظمهم السيد عطية الهندي الولي المشهور مقتبسًا بقوله تعالى ‏"‏ وأعتدنا لها رزقًا كريمًا ‏"‏ ووطأة العالم الفاضل السيد عبد الله أسعد المفتي بالمدينة بيتين لطيفين‏:‏ لقد حلت جنان الخلد من قد حوت من ربها أجرًا عظيمًا وأعقب من الأولاد‏:‏ محمد سعيد وأبا البركات ويوسف وعبد الرحمان وعليًا وستيت ورقية‏.‏

وقد سبق ذكرهم في بيت الأنصاري من حرف الهمزة‏.‏

وأما صفية بنت محمد سعيد المزبور زوجة السيد أحمد أبا سهل العلوي والدة السيد سهل فكانت امرأة كاملة‏.‏

وتزوجها بكرًا الخطيب محمد مكي الأنصاري‏.‏

ومات عنها سنة 1118‏.‏

وكانت لا تخلو من سوداء‏.‏

وتوفيت سنة 1168 وكانت دائمًا في بيتها وخدرها‏.‏

وبابها مصكوك عليها لا تفتحه إلا عند الحاجة‏.‏

ولا تزور أقارب ولا أباعد‏.‏